ضحايا حرائق كاليفورنيا نجوا من النيران فاصطدموا بأسعار «السكن البديل»
ضحايا حرائق كاليفورنيا نجوا من النيران فاصطدموا بأسعار «السكن البديل»
بعد فرارها من ألسنة النيران التي اجتاحت حي باسيفيك باليسايدس في لوس أنجلوس، ما زالت مايا ليبرمان، وهي منسقة ملابس تبلغ من العمر 50 عامًا، تواجه معاناة جديدة تتمثل في إيجاد مسكن وسط استغلال أصحاب العقارات.
وتصف ليبرمان، في حديثها لـ"وكالة فرانس برس"، اليوم الأحد، تضخيم الأسعار بأنه "جنوني ومشين"، قائلة إنها قدمت طلبًا لاستئجار منزل بإيجار شهري قيمته 17 ألف دولار، لكنه ارتفع فجأة إلى 30 ألف دولار بفعل المزايدات.
وأجبرت الحرائق التي اجتاحت محيط لوس أنجلوس أكثر من 150 ألف شخص على مغادرة منازلهم، مستهدفة أحياء مثل باسيفيك باليسايدس التي يقطنها أثرياء ومشاهير.
وبينما نجا منزل ليبرمان من الدمار، تقيم الآن في فندق على شاطئ سانتا مونيكا، إلا أنها تشعر بالقلق على الآلاف الذين لا يملكون إمكانيات مادية مثلها.
أليكس سميث، وهو منتج تلفزيوني، أُرغم أيضًا على مغادرة منزله، يؤكد أن الفنادق ترفع الأسعار بشكل غير مبرر فور وصول الضحايا، "أصدقائي تعرضوا للمثل؛ الأسعار المعلنة على المواقع تضاعفت عند وصولهم".
تشديد قانوني على المخالفات
كاليفورنيا، التي تعاني من تداعيات التغير المناخي وارتفاع أسعار العقارات، تواجه ظاهرة استغلال ضحايا الحرائق.
وأكد المدعي العام للولاية أن تضخيم الأسعار جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن سنة وغرامة قدرها 10,000 دولار، مشددًا على عدم السماح برفع الأسعار بأكثر من 10% خلال حالات الطوارئ.
كما حذر من أن المنصات الرقمية التي تعتمد خوارزميات لزيادة الأسعار استنادًا إلى الطلب قد تواجه ملاحقات قانونية إذا تجاوزت الحدود المسموح بها.
بين إيواء مؤقت ومستقبل غامض
بعيدًا عن الفنادق الفاخرة، يكافح براين، البالغ من العمر 69 عامًا، للتأقلم مع النوم في سيارته بعد أن التهمت النيران المبنى الذي كان يسكن فيه منذ 20 عامًا.
هذا الموظف البلدي المتقاعد، الذي كان يقيم في شقة بإيجار منخفض في باسيفيك باليسايدس، يعبر عن قلقه من العثور على مسكن جديد وسط أزمة الإسكان في لوس أنجلوس، حيث تضاعفت أسعار الإيجارات خلال العقد الماضي.
براين يقول بحزن: "أبحث عن مسكن مع آلاف الأشخاص. قد أضطر إلى الانتقال إلى مناطق بعيدة أكثر عرضة لخطر الحرائق".
أزمة تتفاقم وسط غياب الحلول
وبينما تتواصل جهود السيطرة على الحرائق، يعاني آلاف المتضررين من ضغوط متعددة، تشمل فقدان المنازل واستغلال الأسعار.
ومع تزايد شكاوى الضحايا، تبقى الحاجة ملحة إلى حلول فورية تعالج أزمة الإسكان وتعيد للمتضررين شعورهم بالأمان والاستقرار.